يمكن تعريف الادخار بأنه توفير جزء من المال وحفظه لاستخدامه لاحقاً، أو اقتطاع مبلغ صغير من الدخل الكلي للفرد وإبقائه.
تختلف المفردات، ولكن السلوك هو ذاته، وجوهر الموضوع هو السؤال المتكرر دائماً: هل من المهم حقاً أن نقوم بأخذ سلوك الادخار بجدية إلى درجة تحويله لعادة متكررة شهرياً، أم هو أمر إضافي يمكن تطبيقه لكي ننعم بحياة أفضل؟
تتفاوت آراء المدربين والكتاب وكل من يتحدث عن العادات، فمنهم من يخبرنا بأن الادخار هو ليس فقط جزءا لا يتجزأ من حياتنا، بل هو ضرورة قد تصل إلى حد الاقتصار على الأساسيات، مقابل ادخار قدر أكبر من المال.
آراء مختلفة
على الجهة المقابلة، مثلما يوجد لكل شيء نقيضه، منهم أيضاً من يخالفون الرأي السابق بقولهم اننا نعيش الحياة مرةً واحدة، وأن الادخار غير مفيد بما أن الأموال تفقد قيمتها مع الوقت بسبب التضخم، وما إلى ذلك من الحديث المتخصص في الاقتصاد وغيره.
جميع الآراء تُحترم وتقدّر وقابلة للتطبيق بناءً على الأهداف المالية، التي قد تحددها لنفسك. شخصياً؛ قمت بتكوين الرأي الخاص بي بعد العديد من السنوات من التخصص في مجال الثراء المالي والتجارب في عالم المال والأعمال، وأستطيع أن أخبرك بأن التوازن هو الحل.
سلوك الادخار غير مرتبط فقط بتوفير المال وحفظه، بل هو أكثر من ذلك بكثير. واحدة من أهم ميزات الادخار هو أنه يقوم بإرسال رسالة إلى عقلك مفادها بأنك لديك ما يكفي من المال إلى درجة أنك تقوم بحفظ الفائض منه لكي تستخدمه لاحقا!
عقلية المستثمر
قد تكون الفكرة غريبة قليلا، ولكنني أؤمن أن النجاح هو طريق مليء بالخطوات الصغيرة والعادات البسيطة، والذي من الممكن السير فيه من خلال عمل سلوكيات يسيرة تغيّر من عقليّتنا الحالية إلى عقلية المستثمر الذي يبحث عن الفرص ليستثمر بها دائماً، وهذا ما يقوم به الادخار تحديداً.
وأخيرا؛ ما قمت بمشاركته هنا؛ هي الطريقة التي بدأت من خلالها، والتي كانت بفضل الله سبباً من الأسباب الرئيسية في تحقيقي للعديد من الأهداف المالية التي لطالما رغبت في تحقيقها. يمكنك أن تقوم بالادخار كثيراً وتقتصر على الأساسيات، ويمكنك أن لا تقوم بالادخار مطلقاً، وبكل تأكيد يمكنك أيضاً أن تدّخر قدراً قليلاً من المال لترى أي الطرق هي الأفضل بالنسبة لك. وكما يقال دائما : التجربة خير برهان